مقدمة
الواقع أن مرضى الصدفية فى مصر وحدها يقارب المليونين، ومن احصائيات الجهاز المركزى للإحصاء فان متوسط عدد أفراد العائلة المصرية 4.3 فرد، وبالتالى فإنه يجب توضيح مرض الصدفية لحوالى 9 مليون فرد ممن لهم علاقة اسرية بأحد المرضى بالصدفية، ناهيك عن هؤلاء اللذين يتعاملون مع هؤلاء المرضى فى المدرسة أو العمل بعيد عن الأسرة
إذا فالرقم ضخم لهؤلاء الذى يجب عليهم التعرف على أوجه المرض وتفهمه ومن ثم المقدرة على مساندة هؤلاء المرضى، ومن هنا لأحول القصاصات لكتيبات عن كل مرض شائع او منتشر وبدأت بهذا الكتيب عن الصدفية والذى يتبعه الكتيب التالى عن البهاق ولتتوالى إن شاء الله تعالى بتوفيقه وعونه بقية السلسة.
والله الموفق والمستعان
تعريف الصدفية :
مرض شائع يصيب من 1.5 إلى 3.0% فى جميع المجتمعات وهو مرض غير معدى مزمن ينشأ من إستعداد خلقى فى بعض من الأفراد نتيجة تغييرات فى الجلد ينتج عنها زيادة وسرعة فى تكوين الطبقة الخارجية القشرية بالجلد
جلدك ليس جلد الشهر الماضى :
تلاحظ السيدات اللاتى يصبغن شعورهن ان الصبغة تبتعد رويدا رويدا عن جلد الرأس ويظهر لون الشعر الطبيعى مقاربا للجلد وهذا يدل على نمو الشعر.
هذا مايحدث تماما فى الطبقة القرنية التى توجد فى الجزء الخارجى لجلد الانسان، فنتيجة للإحتكاك والإستحمام وتغيير الملابس تسقط الطبقة الخارجية من الطبقة القرنية بلإستمرار ليحدث إحلالا لها من طبقات الجلد السفلى، وتستغرق هذه العملية من التجديد حوالى 4 أسابيع كاملة، فالدورة التى تحتاجها الخلية من الطبقة السفلى للجلد الخارجى لتكون الطبقة الخارجية القرنية هى 4 أسابيع، وبالتالى فإن الجلد الذى تراه الأن ليس جلد العام الماضى.
فى مرض الصدفية تتدفع الخلايا فى تسارع غريب خارج عن السيطرة لتكون الطبقة القرنية فى حوالى من 4-6 أيام فقط.
وبالتالى فهذه الطبقة القرنية تكون غير سليمة وغير مرتبة وغير مضغوطة وتظهر بشكل هش غير متلاحم مما يعطيها مظهر قشور الصدف لما تحويه من هواء بين القشور يضفى عليها بريقا مثل الصدف ومن هنا سميت بمرض الصدفية.
والملاحظ أن الأجيال السابقة من المتخصصين فى الأمراض الجلدية دأبوا على تسمية الأمراض الجلدية بتشبيهها بأى شىء معروف مثل : مرض الثعلبة والذئبة الحمراء والفقاعى والقوباء. فمثلا الحصبة نسبة إلى الحصباء وهى الرمال الموجودة بالصحراء وهو الزلط المتناعى الصغر.
ومشكلة الأمراض الجلدية عموما هو ظهورها لعين الأخرين وهو السبب وراء اللإضطراب النفسى المصاحب لمعظم الأمراض الجلدية .
فلو أننا أخذنا مثلا المدخن حيث تحدث تغييرات سيئة وترسيب القطران الأسود داخل الشعيبات الهوائية للمدخن ولكنها لا ترى للناظر من الخارج وبالتالى فهى لا تلفت نظر المتحدث مع المرضى ولا المدخن نفسه
ومن هنا فأن أى مشكلة بالجلد ولإن لم تكن محدثة أى أعراض أو ألم أو حكه للإنسان فإنها تسبب مشكلة وأرقا شديدا لأن المحيطين بالمرضى يرونها واضحة رأى العين بخلاف أى مرض داخلى.
أحصائيات
- إذا كان عدد سكان مصر الأن 80 مليون فرد فإن عدد مرضى الصدفية حوالى 2 مليون مريض مصرى
- نسبة حدوث الصدفية من 1.5 الى 3% فى العالم كله وفى أمريكا وحدها حوالى 7 مليون مريض مصرى
- إذا استخدم مريض الصدفية متوسط 10 جم دهان من المرطبات والفازلين والكريمات الطبية فإنه يستعمل 300 جم شهريا وحوالى 3.6 كيلو سنويا تصل هذه الكمية لما يتعدى 7 آلاف طن من الدهان سنويا لمرضى الصدفية فى مصر وحدها
- تحدث صدفية المفاصل فى 1.5 مليون أمريكى
- حالات دخول المستشفى فى أمريكا من الصدفية 0.09% من المرضى
- متوسط البقاء بالمستشفى 13.4 يوم
- متوسط اعمارهم 49 عاما منهم 69% بين 15-59 عاما 7% فقط أكبر من 75 عاما
لك أن تتخيل عزيزى القارىء هذه الأرقام المذهلة وأثرها على الاقتصاد القومى فى أى دولة
الصدفية لا تؤثر فى عمر اللإنسان ولكنها تؤثر فى نوع الحياة، وقد وجد فى أمريكا أن أعمار المرضى الرجال يقل 3.5 عاما والنساء 4.5 عاما عن نظرائهم فى المجتمع وليس السبب فى المرض ذاته وإنما يحدث ذلك نتيجة الإرتباط بالتدخين وأمراض القلب والكحول وإضرابات التمثيل الغذائى والإكتئاب وتعاطى الأدوية الضارة ومضاعفات العلاج وسرطان الجلد.
أثر صدفية الكفين والقدمين على نوع الحياة quality & life يماثل أثر أمراض القلب والاورام والسكر والضغط والإكتئاب نظرا للإستعمال المريض يديه بإستمرار والتعامل مع الأخرين، وهكذا فإن صدفية الكفين والقدمين يكون لها أثرا سيئا على أسلوب حياة المرضى خاصة إذا كان هناك تأثرا فى حرية إستعمال الكفين من الصدفية ذاتها أو من أثر مرض صدفية المفاصل على حركة الكفيين
ماهى أسباب حدوث المرض
- أصبح سبب ظهور الصدفية أكثر وضوحا الى حد ما بعد توضيح (الجينوم) البشرى فقد وجد أن هناك تغيرات فى بعض الجينات فى الكروموزوم رقم (6) ويسمى (سورس1) وتعتبر هذه التغيرات من أحد الأسباب الرئيسية فى ظهور مرض الصدفية فى هؤلاء اللذين يحملون لإستعدادا وراثيا لهذا المرض.
- أن التغير فى الجينات يحدث تغيرا فى وظائف بعض الخلايا التى تتبع الأوامر الصادرة لها من الجينات ويظهر هذا بوضوح فى الخلايا اليمفاوية فيحدث تغيرا فى الإترزان المناعى فى جسم الإنسان، كما أن بعض الإلتهابات البكتيرية والفيروسية تحدث تغيرا مناعيا مؤديا إلى ظهور مواد كيماوية معينة تنشط حدوث الصدفية فى حالة وجود الإستعداد الوراثى.
- قد ينتج أثر الخلايا اللمفاوية والإلتهابات على خلايا الجلد فتنقسم هذه الأخيرة بسرعة لتكوين طبقات الجلد الخارجية سريعا فبدلا من أن تتكون هذه الطبقات فى فترة حوالى 4 أسابيع تقل المدة الى 4 أيام وهذه الطبقات لا تكون محكمة التركيب والتمييز مثل الجلد الطبيعى وهو ما يؤدى إلى حدوث الصدفية.
- إلى جانب الإلتهابات البكتيرية فهناك الإلتهابات الفيروسية والفطريات التى تصيب الفم وأمراض نقص المناعة وأدوية ارتفاع ضغط الدم والتوتر النفسى والتعرض للبرد الشديد وإحتراق الجلد من الشمس، كلها عوامل تؤدى الى حدوث مرض الصدفية فى هؤلاء اللذين يعانون من الإستعداد الوراثى للمرض.
- وجد كثير من الباحثين أن الاسراف فى تناول الكحوليات يسارع فى ظهور مرض الصدفية والحمدلله أننا فى مصر نتمسك بتعاليم الدين فجميع الديانات السماوية تحرك الكحول.
- والصدفية تصيب الرجال والنساء على حد سواء وبنسبه متساوية ولا يوجد اختلاف واضح بين الجنسين.
- وقد لوحظ ان الحالة النفسية لها علاقة بنشاط المرض، حيث وجد أن حوالى 80% من مرضى الصدفية اللذين يعانون من نشاط حاد فى المرض ارجعوا هذا النشاط الى مشكلة نفسية او عاطفية مثل فقد أحد الاحباب او الاقارب او حتى فقد وظيفة أو حادث أليم او ... ألخ ويعتبر الاطباء أن هذا النشاط ينتج نتيجة الأثر النفسى على وظيفة الجهاز المناعى.
- جفاف الجلد الحاد من الاسباب التى تساعد على ظهور الصدفية فقد وجد أن هناك العديد من الحالات التى ظهرت بها الصدفية للمرة الأولى بعد تعرض الجلد للجفاف الشديد سواء نتج من مشكلة داخلية مثل أضطرابات فى الغدة الدرقية او الكلى او نتيجة عوامل خارجية أدت الى جفاف الجلد مثل : الاستعمال المتكرر للصابون والماء الساخن والتعرض للبرد الشديد وتيارات الهواء البارد وجفاف الجو،خاصة فى كبار السن
- وجد كثير من الباحثين أن هناك علاقة مباشرة بين التدخين ومرض الصدفية ووجدوا أن الابتعاد أو الامتناع عن التدخين يقلل بشكل احصائى واضح نشاط الصدفية بالمقارنة باللذين استمروا فى التدخين.
- ماهى احتمالات حدوث المرض فى الاطفال؟ اذا كان الابويين غير مصابين فنسبة حدوث الصدفية فى الاولاد قليلة جدا أذا كان الاباء مصاب بالصدفية، فنسبة حدوث الصدفية فى الاولاد تكون 10% اذا كان الابويين مصابيين بالصدفية، فنسبة حدوث الصدفية فى احد الاولاد 30%.
الاعراض التى يشكو منها مريض الصدفية
ينقسم المرضى اللذين يتم تشخيص حالتهم بالصدفية الى قسمين :
*القسم الاول : هم هؤلاء المرضى اللذين يشكون من وجود أعراض بالجلد تدفعهم لأخذ رأى الطبيب واستشارته مثل :
- وجود قشور مزمنة فى فروة الرأس.
- ظهور مناطق محددة حمراء وبها قشور تتساقط بالاحتكاك لم تتكون سريعا فى بعض المناطق مثل الركبة والكوع
- فى الاطفال حدوث يقع مثل قطرات المطر ذات لون احمر بها قشور وتنتشر فى كافة انحاء الجلد خاصة بعد التهاب حاد فى اللوز او الحلق.
- احمرار فى الجلد ووجود قشور منتشرة بالجلد.
- التهابات فى الثنايا مثل تحت الابطين وبين الفخذين.
- بعض المرضى قد يستشيروا الطبيب لتكسر الاظافر وتشوهها وانفصالها عن الجلد.
وفى معظم هذه الحالات لا يكون (الهرش) السبب الرئيسى للبحث عن العلاج إلا فى حالات قليلة وتكن معظم المرضى يبحثون عن علاج وتشخيص المرض لعدم معرفته إياه وكذلك لظهور المشكلة للمحيطين بالمريض مما يشعره بالقلق من نظرة الاخرين اليه.
*القسم الثانى:
- حوالى 6% من الحالات التىي قوم الطبيب بتشخيصها كصدفية يكون المريض قد ذهب لاستشارة الطبيب فى مشكلة بعيدة تماما عن الصدفية مثل حب الشباب او الارتكاريا وعند فحص المريض يكتشف الطبيب ان الصدفية موجودة فى فروة الرأس والاظافر مصاحبا للمشكلة الرئيسية التى دفعت المريض للبحث عن العلاج.
- وقد تكتشف الصدفية فى هؤلاء المرضى اللذين يحضرون أو يحضر طرفا اخر للفحص قبل الزواج للاطمئنان على تشخيص الحالة المرضية بالجلد وهل هى معدية أم لا، او تنتقل بالوراثة المباشرة او لا.
- فى بعض حالات الأطفال الرضع قد تقوم بتشخيص مرض الصدفية بين الفخذين فى منطقة الحفائض رغم تخيل الأم أنه التهاب حفائض عادى.
الفحص الإكلينيكى
*اولا : الحالة النفسية : لابد أولا من الأخذ فى الاعتبار الحالة النفسية للمريض فقد يرى الطبيب أن البقعة المصابة صغيرة ولا يظهر الاهتمام المناسب لحالة المريض النفسية حيث قد يكون الامر بالنسبة للطبيب بسيط للغاية أو قد يحاول الطبيب إظهار عدم الازعاج كنوع من طمأنة المريض وقد يؤدى هذا التصرف لغضب المريض وانفعاله. واذا كان مرض الصدفية قد يظهر او يزداد نتيجة حدوث توتر نفسى او قلق فإن معرفة المريض بتشخيص المرض فى حد ذاته يثير مشكلة نفسية تجعل المريض فى وضع سيىء للغاية.
- إن اول خطوة فى فحص المريض يجب أن تكون تقييما لحالته النفسية نتيجة إحساسه بأنه يعانى من مشكلة مرضية لا يعانى منها الأخرون كذلك المشكلة المادية حيث يؤدى علاج الصدفية الى الالتزامات المادية الكبيرة على مدار العام سواء من الذهاب الى الطبيب او شراء العلاج او محاولة البحث عن علاج جديد من خلال مصادر المعرفة المتنوعة،وقد لوحظ أن مرض الصدفية يؤدى الى مايسمى الالم النفسى المزمن حيث يشعر المريض انه متوتر دائما ولا يطيق التعامل مع الاخرين
- يكونه هناك الما عضويا مزمنا مثل حالات صدفية المفاصل والكفين والقدمين حيث لا يستطيع التعامل بصورة طبيعية وسلسة مع الاخرين.
- مشكلة العلاج فى حد ذاته قد تكون احد انواع التوتر النفسى فالبحث عن طبيب واتخاذ قرار للذهاب اليه ثم تحديد موعد للكشف والانتظار بالعيادة، كلها عوامل تدعو للتوتر الشديد ثم بعد ذلك الالتزام بمواعيد الذهاب وتحديد الوقت للتعرض للاشعة فوق البنفسجية او الالتزام بمواعيد لعمل جلسه العلاج الضوئى او الليزر او غيرهما والمواصلات وازدحامها وتغيير الملابس المتكرر ومحاولة إخفاء القشور الظاهرة فى الجلد واستقرار نظرة الآخرين للمريض كلها عوامل تشترك فى توتر المريض وسوء حالته النفسية.
- ومن أهم المشاكل النفسية السيئة لمريض الصدفية ما يقال دائما أن هذا المرض ليس له علاج قاطع وعلى المريض أن يتعايش معه، هذه الكلمة البسيطة غالبا ماتؤدى الى زيادة القلق والتوتر وبالطبع فالمريض يحاول أن يتعايش مع المرض ولكن هذه المحاولة دائما تؤدى الى احساسه المستمر انه يعانى من مرض مزمن لا شفاء قاطع او نهائى له
- لابد هنا من التأكيد على دراسة حالة المريض النفسية والظروف المحيطة به.
*ثانيا: فحص الجلد : تختلف تمام اعراض مرض الصدفية من مريض لأخر لدرجة أن العلماء يقسمون الآن مرض الصدفية الى نوعين:
- النوع الاول Type 1 : وهو مايحدث فى الشباب الصغير وغالبا ماتكون هناك افراد اخرين فى نفس العائلة مصابون بالصدفية وهؤلاء المرضى غالبا ما يعانون من تغيرات واضحه فى حالة المرض الذى قد يظهر بشكل عنيف فى بعض الأوقات.
- النوع الثانى Type 2 : وهو مايظهر فى المسنين وغالبا ما نلاحظ عدم حدوث الصدفيه فى أى فرد فى العائلة وغالبا ما يكون المرض اقل حدة من النوع الاول.
وعلى العموم فقد يظهر المرض على أحد الاشكال التالية :
* الجلد : قد تظهر حبيبات حمراء مغطاه بقشور مفككة بالجلد خاصة الاطفال وقد يكون هناك تجمعا لبقع اكبر بنفس المواصفات وكلها متواجدة بالكوعين او الركبتين، وقد تنتشر هذه البقع لتكون اقراصا مختلفة الاحجام والاشكال بالجسم وقد تكون من الكبر بحيث تظهر بشكل خريطة جغرافية خاصة على صدر المريض او ظهره.
وفى حالات نادرة قد تنتشر الصدفية فى الجسم كله.
*الرأس: غالبا ماتظهر الصدفية فى فروة الرأس وتظهر امتداد للرأس على الجبهة لتوازى منبت الشعر وهو مايطلق عليها تاج الصدفية وقد تكون هناك بقعا فى الرأس تظهر بها تجمعات للقشور فى مناطق متعددة سرعان ما تظهر بعد الشامبو باستمرار وقد تكون مصخوبة بحكة فى الرأس وفى حالات اخرى يصاحبها تساقط بسيط فى الشعر.
وقد تمتد هذه القشور حول الشعر والاذن وحتى داخل الاذن.
*الاظافر: قد تصاب الاظافر بالصدفية وهى غالبا ما تكون على هيئة حفر صغيرة جدا بالاظافر او قد ينفصل الاظفر عن قاعدته او سمكا شديدا فى طبقاته او تشوه كامل بالاظافر.
وقد تظهر فى اصبع واحد وقد تتعد الاظافر المصابة.
*الاغشية المخاطية : قد تظهر فى الشفه والسان ففى الشفه تظهر على شكل قشور وتشققات أما فى اللسان فتظهر على شكل تشقات عميقة بالسان او بقع بأشكال مختلفة.
*المفاصل :قد يصاب حتى 20% من مرضى الصدفية بمرض صدفية المفاصل وأعراض تشبه مرض الروماتيد غير أن تحليل الدم للروماتويد غالبا ماتكون سلبيا.
وقد تظهر تغيرات بالاشعة بعد مدة من حدوث آلام المفاصل.
*الكفين والقدمين :مرض الصدفية فى الكفين والقدمين قد يظهر بشكل فقاعات صغيرة مع الهرش او حويصلات صديدية سرعان ما تجف فتحدث تقشيرا واضحا وغالبا ما تكون الحالة محدودة فى أماكن معينة بالكفين والقدمين.
وقد تظهر الصدفية على هيئة قشور حمراء تغطى الكفين والقدمين تماما.
كما تختلف درجة الهرش من مريض لأخر بتباين كبير
- هناك نوع من الصدفية غير التقليدية:
فبدلا من أن تصيب الكوع والركبة أى الاجزاء الخارجية من الاطراف فهى تصيب الاجزاء الداخلية خاصة الثنايا بين الفخذين وتحت الابطين وحول السرة واحيانا تحت الثديين، ويلاحظ فى هذا النوع أن القشور لا تكون واضحة وانما الالتهاب واللون الاحمر هما الصفتين المميزتين لهذا النوع من الصدفية
ويجب التأكيد على أن مرض الصدفية ف معظم حالاته يكون محددا او بسيطا ولا يعنى إصابة مريض بالصدفية أن كل هذه الاعراض السابقة ستظهر عليه ولكنها ذكرت هنا لتغطية المادة العلمية ولتفهم الحالة الاكلينيكية أقول هذا حتى لا تكون قراءة هذه السطور مدعاة للقلق أكثر منها للتفهم.
وهنا تجد الاشارة الى اهمية أخذ رأى الطبيب فى أى مشكلة جلدية وقد تكون مشكلة بسيطة يعيش المريض بوهم كبير على أنها مرض خطير او مرض مزمن ويخاف أن يذهب الى الطبيب حتى لا يفاجئه بقرار أو كلمة صعبة على نفسه فيعيش مع ذاته فى حالة من الضغط النفسى والقلق والضيق، وعلى العكس فقد يكون هناك مشكلة خفيفة تظهر على شكل تغيرات بسيطة فى الجلد، والطبيب وحده هو الذى يميز بين هذه الحالة الاولى والثانية علما بأن هناك العديد من الامراض الجلدية التى تنتج ثانويا من امراض داخلية,
نظرية كوبنر:
لوحظ فى بعض الامراض الجلدية ظهورها بعد تعرض الجلد لأى جروح او حروق او ندبات او اى ضغوط ميكانيكية عنيفة على الجلد او حتى بعد عملية الوشم، والصدفية من هذه الامراض التى تظهر فوق هذه الجروح على الجلد.
والطبيب وحده هو الذى يستطيع أن يميز بين اعراض مرض الصدفية المتعددة كما ذكرت وبين الامراض الجلدية الاخرى مثل :
النخالة الوردية والالتهاب الدهنى القشرى بفروة الرأس والاكزيما والحساسية بالاطراف واللتهابات الفطرية بين الفخذين وغيرها من الامراض الجلدية.
لوحظت بعض حالات سوء الهضم المصاحبة لمرض الصدفية وبالطبع لا يعنى هذا القول أن من يعانى سوء الهضم يعانى من الصدفية.
وقد لوحظ أن حالات عسر الهضم للمواد البروتينية فى الغذاء وعدم امتصاص بعض هذه المواد طبيعيا وارتفاع الاحماض الامينية (البولى ببتيدات) فى الجهاز الهضمى تثير حالات الصدفية فى الجلد
وكذلك لوحظ ان هناك انواعا من البكتيريا فى الجهاز الهضمى تحول بعض هذه الاحماض الامينية الى ماود تعتبر غير ملائمة وتقوم بتنشيط الصدفية.
وجد كذلك ان كثيرا من العدوى البكتيرية والفطرية والخمائر ترفع كمية المواد السامة بالجهاز الهضمى (انتروتوكسين) وكذلك ارتفاع المركبات المناعية (الاميولوجلوبيولينز) قد تساعد على زيادة انقسام الخلايا وبالتالى سوء الصدفية.
علاقة الصدفية بالصوم:
- اعتبر الصوم من نقاط البحث المثيرة فى محاولات التحكم وعلاج الصدفية وقد تحسن كثيرا من المرضى بعد القيام بعمليات الصوم المنظمة كما نصوم فى الاسلام مع الامتناع عن الطعام تمام من الفجر وحتى غروب الشمس وتناول كميات كبيرة من السوائل خلال فترة الافطار.
وقد لوحظ ان انقاص الوزن افاد الكثير من حالات الصدفية فى (البدناء) ويقال (صوم الصدفية قبل ان تصوم نفسك) بمعنى ان اللذين امتنعوا أو اقلوا من تناول الاطعمة البروتينية والاطعمة ذات الطاقة المرتفعة قللت كثيرا من الصدفية وان المرضى اللذين عادوا الى الغذاء الطبيعى المحتوى على بروتينات وسعرات مرتفعة ساءت حالتهم.
- وفى ابحاث اوروبية اخرى لوحظ ان تناول الطعام قليل الدهون والنشويات والمواد الحريفة والامتناع تماما عن الكحول مع تناول كميات كبيرة من الالياف والاطعمة ذات المصدر النباتى حسن كثيرا من حالات الصدفية.
- وجد ان الامتناع عن تعاطى الاطعمة المحتوية على مادة الجلوتين الموجودة فى بعض انواع البذور مثل القمح أدى الى تحسين بعض حالات الصدفية.
- المهم ان نلاحظ ان فلسفة الطعام مع الصدفية هى الابتعاد او تجنب العوامل المنشطة للصدفية بما فيها من انواع الطعام المحتوى على بروتينات وسعرات مرتفعة.
نصائح عامة
- تناول كمية كبيرة من الماء يوميا (حوالى 8-10 كوب ماء).
- تناول كمية كبيرة (حوالى خمس مرات) يوميا من الفاكهة والخضروات.
- انقص كمية السكريات والنشويات والدهون فى طعامك.
- امتنع عن الكحول والبيرة تماما
- امتنع عن التدخين
- امتنع عن تناول الاطعمة الحريفة والسريعة والمحتوية على كميات كبيرة من الزيت والاطعمة الحمضية واللحوم الحمراء.
ودعونا نجرب ما اذا تحسنت الحالة بعد اسبوعين او ثلاث اسابيع ونتبع النظام الغذائى المستمر مع العلاج الطبى الذى يضيفه الطبيب وبالطبع الالتزام بكل اوامر الطبيب الاخرى
وهنا أوكد على ضرورة تجنب الدعايات غير العلمية وغير السليمة لعلاج بعض الامراض حيث يلجأ المشعوذون وغيرهم لترويج منتجاتهم تحت مسميات مثل الطب القديم والطب العربى والطب الشعبى... الخ واستعمال ما يسمى بالاعشاب الطبيعية على انها علاج سحرى لبعض الامراض.
- ويلجأ هؤلاء دائما لعلاج الامراض المزمنة مثل الامراض الجلدية والتناسلية والجنسية لاهميتها ولانتشارها وبالتالى فيكون الضحية هؤلاء المرضى من الطبقة الدنيا ثقافيا وعلميا، أؤكد انه لا يوجد طعام سحرى لشفاء الصدفية او طريقة فلان الغذائى لعلاج الصدفية بواسطة اعشاب او غيرها، كل هذه السبل يجب ان تخضع للابحاث العلمية شديدة التعمق بواسطة اساتذة الطب والصيدلة المتخصصون وليس بواسطة مدعى العلم والجالين، لقد رأيت بنفسى الكثير من المرضى اللذين ساءت حالتهم تماما بعد اللجوء لاستعمال بعض الكبسولات المعبأة يدويا والمباعة لهم من بعض المدعين على انها اعشاب سحرية لعلاج المرض، وهنا يجب التأكد على أن من يدعى شفاء الصدفية تماما بتحديد انواع معينة من الاطعمة او وضع ما يسمى ريجيم علاج الصدفية انما هو إدعاء كاذب ونوع من الخيال.
وحيث أن مرض الصدفية مرض يعتمد على الاستعداد الخلقى الوراثى فإن الاعتدال او التغيير او النظام او الانتظام فى نوع معين من الاطعمة قد يؤدى الى تحسين الحالة مع استعمال العلاج الطبى بالطبع وقد يؤدى كذلك الى عدم زيادة المرض او عدم نشاطه.
الصدفية والحاله النفسية للمريض
تتمثل مشكلة الحالة النفسية لمرضى الصدفية واضحة فى الاطفال فى سن المدرسة حيث قد يكون لها أثرا بالغ السوء على مستوى الطفل الدراسى والاجتماعى.
الطفل او التلميذ الذى يعانى من مرض الصدفية الظاهر فى الاطراف والرأس يلفت نظر زملائه بالتساؤل وقد ينفر الاخرين من حوله او قد يسأل المدرس او المدير التلميذ عن ما هذا المرض ؟، او يذكر له، يجب ان تعالج قبل الحضور للمدرسة أو أو !!
وقد رأيت فى عيادتى الخاصة أولياء أمور يبكون ويشتكون من أن المسئولين بالمدرسة رفضوا دخول ابنهم للمدرسة الا بعد احضار شهادة طبية تفيد بأن المرض غير معدى، وبالطبع أنا أقدر الجميع فالمسئولون يخشون من انتشار أى مرض جلدى بين التلاميذ ويحدث هذا نتيجة عدم الوعى بهذا المرض حيث أن مرض الصدفية غير معدى مطلقا ... وهذا هو أحد الاسباب الهامة التى دعتنى لكتابة هذا الكتيب
- وقد يحدث أن تسأل المدرسة التلميذ أمام بقية قرنائه عن المرض وتأمره بالذهاب الى الطبيب حتى لا بعدى زملائه !! وهنا تكون المشكلة أكبر حيث يعانى الطفل المصاب بمشكلة نفسية كبيرة لأنه سوف يشعر بخوف الآخرين من التعامل معه، وأنصح هنا أولياء أمور التلاميذ اللذين يعانون من الصدفية أن يقوموا بلقاء المسئولين بحيث يكونوا الطريق السليم لإقامة العلاقة بين الطفل المريض وزملائه ولا مانع من لمس الطفل واللعب معه والترتيب على كتفيه وإحتوائه حتى يستطيع ان يتخطى فترات الانفصال أو البعد عن قرنائه لأن الأطفال فى هذا السن يحتاجون إلى دعم نفسى وليس تحطيم نفسى.
- بالنسبة للكبار فالمشكلة مماثلة فى العمل والمحيطين بالمريض فقد ذكر لى أحد المرضى أنه يتعرض يوميا للتساؤل عن حالته المرضية مابين مرتين وخمس مرات يوميا وبالطبع يمثل هذا التساؤل ألما نفسيا شديدا عليه، إننى أنصح بنشر المعلومات عن الأمراض الجلدية غير المعدية المنتشرة مثل الصدفية والبهاق والإكزيما والحساسية والأرتكاريا والحزاز والذئبه الحمراء وكلها أمراض ليست معدية على الإطلاق ويجب التعامل مع هؤلاء المرضى بشكل طبيعى تماما حتى لا تحدث أى ضغوط نفسية عليهم فلابد من أن نتأكد أن جهل المحيطين بمرضى الصدفية قد يؤدى إلى أسوء الأثر على حالتهم النفسية خاصة اللذين يتعايشون ويتعاملون معهم فى محيط العمل أو المدرسة أو المصنع أو غيرها.
لابد أن يتفهم المحيطون لمرضى الصدفية والمتعاملون معهم هذا المرض عن طريق القراءة أو التعليم أو وسائل الاعلام المختلفة وليس عن طريق المريض بنفسه ليقوم بشرح المرض لكل من يسأله لأن هذا إرهاقا نفسيا عليه وكذلك فى حالة تجاهله التساؤل بأن هذا يؤدى إلى حدوث شرخ فى العلاقة بينه وبين المحيطين به وما يترتب عليه من تجنبهم له وعدم السلام باليدين أو الجلوس بعيد عنه أو تجنب الحديث معه والإبتعاد عنه بأى صورة من الصور وغالبا ما يتأقلم المحيطين مع مشكلة الصدفية وبقليل من اللباقة وحسن معاملة الآخرين وتفهمهم للمرض وإقتناعهم بعدم إنتقال المرض أنه ليس له أى مشكلة على الإطلاق مع الآخرين.
كيفية التخلص من التوتر
لقد وجد فى دراسة أن المرضى اللذين كانوا يعالجون بالعلاج الضوئى للصدفية مع الاستمتاع والاسترخاء وسماع الموسيقى تحسنت حالتهم كثيرا عن هؤلاء اللذين كانوا يعالجون بالعلاج الضوئى فقط وهذا دليل على أن الاسترخاء يساعد كثيرا فى إنجاح علاج الصدفية بالطرق المختلفة.
وهناك طرق مختلفة للاسترخاء والابتعاد عن التوتر مثل اليوجا والتاى شات والاعتدال فى أسلوب الحياة وأقلمة الذات فى التعامل مع الآخرين.
وأنصح بأن يقوم مريض الصدفية بعمل جلسات استرخاء لنفسه يوميا مثل التنفس بعمق شديد مع العد حتى عشره، ومحاولة أخذ حمام للاسترخاء فى البانيو مثلا -بالطبع إذا كان هذا فى قدرته- والتحدث مع أحد الاصدقاء والمقربين والمخلصين فى مواضيع تثير الراحة والهدوء والطمأنينة وليس فى مواضيع تدعو للإكتئاب والشكوى من كل شىء فى الحياة والابتعاد عن ما يثير الاعصاب ويوترها من مقابلات ومناقشات هامة وأن يوضع مريض الصدفية فى أى موقف قد يثير أعصابه مهما كان الموقف بسيطا حيث أن أى إضطراب فى الحالة المزاجية من شأنه أن يؤدى إلى اضطراب فى المناعة وبالتالى إحتمال حدوث نشاط فى الصدفية.
كيف يتعمل مريض الصدفية مع المؤثرات الخارجية ؟
1- علاقة مريض الصدفية بفصل الشتاء:
غالبا ما يسعد مريض الصدفية بفصل الشتاء رغم أن حالة المريض غالبا ما تسوء فى معظم الحالات فى هذا الفصل، ولكن سبب سعادة المريض أن الملابس الطويلة الثقيلة غالبا ما تحجب المرض عن الإنظار والسبب الرئيسى فى نشاط مرض الصدفية فى الشتاء فى معظم الحالات هو أن تعرض الجلد لأشعة الشمس المباشرة يقل كثيرا حيث أن الملابس تكون كاسيه لمعظم أجزاء الجلد، كذلك بأن جفاف الجلد الناتج عن التدفئة الصناعية داخل المنازل والملابس الثقيلة والاستعمال المتكرر للماء الساخن شتاء كلها تساعد على جفاف الجلد ومن ثم حدوث تنشيط الصدفية.
وفى أوروبا تزداد الصدفية شتاء لهذه الاسباب بالإضافة الى تغيير نوع الطعام حيث يحتوى على مواد دهنية أكثر شتاءا واحتمال تعاطى الكحوليات بصوره متكررة أكثر عنه صيفا.
كذلك بأن تكرار الالتهابات البكتيرية فى الحلق وأدوار البرد والالتهاب والعدوى بالميكروب السبحى وتعاطى فاكسينات الأنفلونزا أو المضادات الحيوية والمسكنات كلها قد تؤدى الى نشاط الصدفية وأنصح هنا بتأجيل فاكسين الأنفلونزا فى حالة النشاط الشديد للصدفية.
ويجب على مريض الصدفية إتباع هذه النصائح فى فصل الشتاء
1-الاقلال من عدد مرات الحمام ولتكن على الاكثر مرتين اسبوعيا
2-الاقلال من فترة الاستحمام قدر الاماكن
3-استعمال الماء الدافىء وليس الساخن للحمام
4-الاقلال من استعمال الصابون مع الحمام
5-تجفيف الجلد جيدا بعد الحمام
6-لبس الملابس القطنية
7-استعمال مرطبات الجلد أو زيت الزيتون بعد تجفيف الجلد مباشرة
8-التعرض المتكرر لأشعة الشمس المباشرة وليس من خلال الملابس وليس من خلال النوافذ الزجاجية
9-استعمال الدهانات المرطبة للجلد مثل زيت الخروع والزيتون والفازلين الطبى بعد العمل فى المطبخ او بعد الوضوء ويجب أن يلاحظ مريض الصدفية ما يزيد الحالة وما يحسنها
10-الاقلال من المنظفات الشديدة فى المطبخ والمواد العطرية الزائدة فى المنظفات
11-تجنب البرد الشديد وتيارات الهواء الشديدة فهى تؤدى الى زيادة جفاف الجلد
12-جنب اطفالك التعرض لتيارات الهواء الشديده فى السيارة أثناء السفر حيث يسعد الاطفال بفتح زجاج السيارة
وعموما فيجب على هؤلاء المرضى اللذين يشعرون بنشاط شديد للمرض فى فصل الشتاء اللجوء لاستشارة الطبيب عند حلول هذا الفصل.
2- علاقة مريض الصدفية بفصل الصيف :
رغم تحسن معظم حالات الصدفية الا أن المرضى يضطرون الى تغيير نمط الملابس لتغطية وعدم اظهار الصدفية فى الجلد مثل الكوعين والذراعين، وقد لا يستطيع مريض الصدفية الذهاب للمصيف أو الاستحمام فى البحر أو حمامات السابحة تحرجا من المرض، رغم أن اشعة الشمس تفيد بدرجة كبيرة مثل هذه الحالات، وهنا يجب التنبيه الى أن اشعة الشمس بدرجات مقبولة غير حارقة ولكن متكرر تفيد كثيرا.
أما حروق الشمس فهى ضارة جدا خاصة للاطفال حيث انها قد تساعد على تنشيط الصدفية وكذلك قد تظهر بقع البهاق فى بعض الاطفال ذوى الاستعداد الشخصى لظهور هذا المرض، وقد اتبع العلاج الضوئى بواسطة الاشعة فوق البنفسجية فى ضوء الشمس منذ زمن بعيد وهو ما نلحظه الآن فى محاولة البعض الاستفادة من أشعة الشمس فى بلاجات ومناطق مثل سفاجا والغردقة ومصحات فى روسيا ورومانيا وهو تمام ما نقوم به الآن فى العيادات الخاصة بمساعدة هؤلاء المرضى بعلاجهم بكبائن خاصة لمثل هذا النوع من الاشعة وكذلك بعض اجهزة الليزر.
وأوكد هنا أن تحسن المرضى يكون نتيجة التعرض لاشعة الشمس مع الراحة النفسية التى تصاحب فترة المصيف ويتم ذلك فى أى شاطىء وليس تحديدا أو حكرا على مناطق أو شواطىء بعينها
هناك حالات قليلة من صدفية الكفين والقدمين (الصدفية التقيحيه) تسوء صيفا نظرا لاستعمال الاحذية المفتوحة وكذلك لزيادة العرق بالكفين والقدمين
العلاج
هل مرض الصدفية قابل للشفاء ؟
ماهو مفهوم الشفاء _هل ينظر لهذه الكلمة انها شفاء مطلق اى بعد اختفاء المرض لا يمكن يعود_ بالطبع هذا مستحيل تماما مثل نزلة البرد العادية التى تعانى منها ولكن الطبيب لا يمكن ان يضمن لنا لا نعاود المرض بنزلة البرد مرة أخرى
اما اذا نظر للصدفية على انها قابلة للاستجابة للعلاج فهى قابلة للشفاء ولكن عودة المرض قائمة بعد اشهر وسنوات تمام مثل نزلة البرد والانفلونزا.
نصائح عامة فى العلاج:
1- تعاون مع طبيبك، وعلى الطبيب ان يصادق المريض، والمريض يجب ان يتفهم المرض وطرق العلاج المختلفة ويتبع تعليمات الطبيب بشكل واضح ودقيق.
2- تجنب الهرش قدر الامكان وقد يعطيك الطبيب الدهان الموضعى او الحبوب التى تقلل الهرش.
3- تجنب البحث عن العلاج ( المعجزة او السريع خاصة من خلال وسائل الاعلام) لان جميع الامراض المزمنة تشجع الدجالين على ادعاء علاج هذه الامراض.
4- تجنب التوتر النفسى والقلق والمبالغة فى الانفعال.
5- اصبر / وهى اهم نصيحة ولا تدع اليأس او طول مدة العلاج تدفعك الى التوقف وترك العلاج.
ماذا تتوقع من العلاج؟
قد يختفى المرض او تختفى بقع كثيرة من المرض ويتحسن الهرش وتعود الاضافر الى شكلها الطبيعى ويختفى قصر الشعر ويعود الشعر الى نموه الطبيعى وقد يأخذ هذا وقتا طويلا.
يجب التأكيد بشدة أن العلاج يختلف تماما بين الحالة والأخرى حتى فى نفس المريض قد يختلف العلاج فى أوقات مختلفة وباتالى فان الطبيب وحده هو الذى يستطيع تحديد العلاج ومدته طبقا لما يراه مناسبا وقد يقوم باستعمال أكثر من أسلوب علاجى فى نفس الوقت طبقا لبروتوكولات العلاج المتفق والمتعارف عليها طبيا.
ليس ذكر طرق العلاج هنا استرشاديا بأى حال من الأحوال ولكن للمعرفة ولزيادة تفهم المرض حتى يتسنى تتبع العلاج الموصف من الطبيب واستعماله بدقة.
العلاج الضوئى بالأشعة فوق البنفسجية UVB
يعتبر علاج فعال للصدفية المقاومة للدهانات الموضعية وخاصة ال NB-UVB يتعرض المريض للأشعة 3 مرات بالأسبوع، وهو علاج آمن من ناحية الأعراض الجانبية – نفس التعرض للشمس – ومناسب للمرأة الحامل أيضا.
حبوب الصدفية مثل الميثوتركسيت MTX
علاج جدا فعال للصدفية الشديدة والمنتشرة ومستخدم منذ فترة طويلة، يأخذ المريض الحبوب 3 مرات أسبوعيا بفترة 12 ساعة بين كل جرعة، مثل اليوم الصبح بعدها بالليل وبعدها فى الصباح القادم مع حبوب ال Folic acid ، اعراضه الجانبية اللوعة، الاسهال، هبوط كريات الدم البيضاء وارتفاع وظائف الكبد وتعارضه مع العديد من الأدوية بالاضافة الى كونه مثبطا للمناعة.
العلاج بليزر الإكزيمر Excimer
نستخدمه للصدفية المحدودة المناطق ويعطى نتائج جيدة وهو آمن.
حبوب النيورال Neoral أو cyclosporine
علاج جدا فعال للصدفية، زيادة نمو الشعر واللثة من أعراضه الجانبية، لكن يعيبه أثره على ضغط الدم و وظائف الكلى، رغم هذا يمكننا استخدام هذا العلاج بصورة آمنه عن طريق كورسات علاجية لا تزيد مدة الواحد منها على 12 شهرا.
الأسيترتين Acitretin
عبارة عن حبوب من مشتقات فيتامين أ، تقوم بعلاج الصدفية بصورة فعالة جدا، أعراضها الجانبية هى جفاف الجلد، إرتفاع الدهون وإنزيمات الكبد وحصول التشوهات الجنينية لذا لا نعطيها للنساء.
العلاج البيولوجى عن طريق الإبر مثل الإنبرل Enbrel، الهيوميرا Humira، الريميكيد Remicade
- من أحدث العلاجات التى تم اكتشافها وأكثرها كلفة – حوالى 30 ألف دولار سنويا – تستهدف الخلايا المناعية المسؤولة عن الصدفية.
- نعطيها لحالات الصدفية المتوسطة – الشديدة وللمرضى الذين لم يتحسنوا على الأدوية السابقة أو حصلت لهم مضاعفات منها.
- لا تعطيها لمن لديه مرض معدى أو نقص بالمناعة.
- خطورتها انها تزيد من فرصة ظهور الامراض المعدية.
- أكثر أعراضها الجانبية تتراوح من ظهور أعراض مشابه للزكام، التهاب بالصدر وإلتهاب فى مكان الإبرة.
- الأعراض النادرة هى حصول مشاكل بالجهاز العصبى نفس ال MS ومشاكل بالدم وبعض أنواع السرطانات.
*الخطوة الاولى فى علاج مرض الصدفية هى شرح خواص المرض بوضوح شديد للمريض وللمراهقين وللعائلة حتى تهدأ حالة الهلع والحزن التى قد تحدث نتيجة معرفة التشخيص للمرة الأولى حين يعلم المريض أن الحالة ستتحسن سريعا ومن الممكن أن تسكن تماما ولفترات وأنها غير معدية على الاطلاق.
*تعريف المريض جيدا مثيرات مرض الصدفية حتى يتجنبها مثل الضغوط النفسية والعصبية والمؤثرات الخارجية العنيفة مثل الصدمات والكدمات ودرجات الحراراة العنيفة وحروق الشمس رغم فائدة أشعة الشمس فى علاج الصدفية ولكن بجرعات محسوبة.
*العلاج الضوئى والليزر والعلاج بأشعة الشمس.
العلاج الموضعى ويشمل :
- المحافظة على رطوبة الجلد بوضع الكريمات المرطبة أو زيت الزيتون أ, الفازلين خاصة بعد الوضوء أو الاستحمام مباشرة.
- إستعمال مراهم حمض الساليسيليك بتركيزات ضعيفة حيث تساعد هذه المراهم على إزالة القشور وتحسين المظهر الخارجى رغم سرعة معاودة ظهورها مما يتطلب استمرار الاستعمال والذى قد يؤدى الى تهييج الجلد فى بعض الحالات
- استعمال الدهانات التى تحتوى على الكورتيزون بتركيزات مختلفة ويفضل تجنب استعمال هذه الدهانات على مسطحات كبيرة نظرا لاحتمال الامتصاص من خلال الجلد وقد تحدث بعض الأثار الجانبية من استعمال الكورتيزون الموضعى لفترات طويلة وأهم هذه المضاعفات حدوث ضمور الجلد فى بعض المناطق الخاصة فى الثنايا والإبط وتحت الثدى حيث يجب تجنب وضع الكورتيزون فى هذه الأماكن كما يحذر استعماله على الوجه لمدة طويلة لحدوث ما يسمى بتورد الوجه والذى يطول علاجه.
- كان يستعمل القطران ومشتقاته موضعيا ورغم فعاليته الجيدة الا ان المريض لا يفضله لصعوبة استعماله ولرائحته غير المستحبة ولأنه يحدث تصبغا فى الجلد والملابس.
- مشتقات فيتامين (أ) حيث تساعد على تعديل سرعة إنقسام خلايا الجلد وبالتالى تحسين حالة الصدفية.
- مشتقات فيتامين (د) وهى تفيد كثيرا فى العلاج حيث تساعد على تنظيم إنقسام الخلايا ويجب عدم الإفراط فى استعمالها فى مسطحات واسعة لإحتمال زيادة الكالسيوم بالدم وكذلك يجب تجنبها فى الأطفال الصغار والوجه
- مستحضرات تحدث إحباطا للكالسينيورين مثل التاكروليماس والبيمكروليماس وتستعمل فى مناطق محدودة بالوجه والثنيايا
- قد يتم خلط بعض من المستحضرات السابقة فى مستحضر واحد طبقا للقواعد الصيدلية وليس لجميعها.
العلاج بمشتقات فيتامين د :
- يعتبر العلاج الموضعى بمشتقات فيتامين د انجح العلاجات الموضعية فى الصدفية وهو كذلك الخط الاول فى العلاج فى معظم الحالات
- استعملت مشتقات فيتامين د سنة 1990 تجاريا، حيث أثبتت هذه المركبات مقدرتها على التحكم فى انقسام خلايا الجلد ونظرا لفاعليتها وندرة اثارتها الجانبية، هى تعتبر الخط الاول فى معظم الحالات.
تستعمل مادة الكالسيبريول (الدافونيكس) بتركيز 50 ميكوجرام/جرام
على الا تتعدا الجرعة الاسبوعية الموضوعية 100 جرام للمريض
يستعمل الدافونيكس لحالة الصدفية البسيطة والمتوسطة كخط علاجى اول
اما فى حالة الصدفية الشديدة فيستعمل الدافونيكس بالاشتراك مع سبل علاج اخرى ولا يستعمل فى حالات الفشل الكلوى والحمل والرضاعة.
وقد استحدث الان علاجا مشتملا على خليط من الدافونيكس والكورتيزون الموضعى (الدايفوبيت) واثبت انه اكثر فاعلية من استعمال احد العلاجين منفصلين وكذلك ثبت استعمال الخليط يؤدى الى نتائج افضل مع عدم حدوث الاثار الجانبية للكورتيزون بمفرده نظرا لان الجرعة تنخفض بشكل ملحوظ.
عزيزى المريض
لاتنسى ان الطبيب وحده هو القادر على نوع العلاج ومدته واستعمال أكثر من نوع فى نفس التوقيت.
الطبيب وحده هو القادر على استعمال العلاجات المحتلفة بتتابع معين وليس عشوائيا وبذلك نأمل الوصول الى الشفاء والتحسن دون حدوث مضاعفات
نسأل الله العلى القدير ان يتم الشفاء للجميع
الاستاذ الدكتور / محمد السعد الرفاعى